في عصر التكنولوجيا وتطوراتها السريعة والمتلاحقة؛ ظهر العمل عن يُعد كنظام عمل جديد، وأخذ بالانتشار بشكل واسع فالعمل عن بعد هو المستقبل فهل شركتك مستعدة له؟
ويعتبر العمل عن بعد نظام عمل يسمّح للموظف بالعمل من منزله أو من أيّ مكان أخر دون الحاجة للتواجد في مقر محدد.
وهناك نوعان من العمل عن بعد هما: العمل الحر، والتوظيف عن بعد. بحيث يعتمد العمل الحر على توظيف مستقلين للقيام بمشروع محدد غير مستمر في أغلب الأحيان. في حين يعتمد التوظيف عن بعد على توظيف الشركات لموظفيها عن بعد إما بدوام كامل أو بدوام جزئي، والسماح لهم بالعمل من منازلهم أو أي مكان أخر خارج مقر الشركة. حتى أن العالم العربي لم يكن بمنأى عن هذه التغييرات، حيث ازداد في الفترة الأخيرة إقبال الشركات العربية على نظام العمل عن بعد.
مزايا العمل عن بعد:
زيادة الإنتاجية: تعتبر تجربة وكالة السفر الصينية Ctrip واحدة من النماذج الحية التي ساهم العمل عن بعد في رفع مستوى إنتاجيتها، حيث سمحت الشركة للبعض من موظفيها بالعمل من المنزل، وبعد فترة قارنت كفاءتهم وإنتاجيتهم بنظرائهم الذين التزموا بالدوام الاعتيادي في مقر الشركة. وقد أفادت النتائج بأن العاملين عن بعد أجروا مكالمات أكثر بمعدل 13.5% مقارنة مع نظرائهم في مقر الشركة، وهو ما يعادل إنتاجية يوم عمل كامل على مدى أسبوع
الرضا الوظيفي: تشير البيانات المتاحة حول موضوع العمل عن بعد أنه واحدة من العوامل المهمة التي تلعب دوراً رئيساً في تحقيق الرضا الوظيفي، حيث تقول ديانا لانجلي، مسؤولة الموارد البشرية في منظمة أوكسفام التي تتبنى نظام العمل عن بعد: “يشعر الموظفون بالتمكن والقوة عندما يتم التعامل معهم على قدر واحد من المساواة عبر نموذج العمل الجماعي عن بعد وبغض النظر عن مكان تواجدهم في العالم”
المرونة في الإدارة: تتيح تطبيقات مثل Slack أو trello لفرق العمل التواصل والتفاعل فيما بينها عن بعد، بالإضافة إلى وجود قائمة كاملة بأعضاء فريق العمل ضمن التطبيق ويستطيع أي مستخدم للتطبيق الوصول لها بشكل مباشر، مما يسهل على الفريق والمدراء التواصل مع الموظفين ومتابعة إنجاز مهامهم.
تكاليف أقل على كل من الشركة والموظفين: كان ارتفاع أسعار إيجارات المكاتب في شنغهاي هو أحد أهم الأسباب التي دفعت وكالة السفر الصينية Ctrip إلى تبني العمل كنموذج للعمل عن بعد، وبالتالي تقليص المساحات المكانية اللازمة لعمل الموظفين وتخفيض تكاليف الإيجارات. كما ويساهم العمل عن بعد في تخفيض التكاليف التشغيلية للشركات بما يتضمن فواتير خدمات التشغيل وبدل المواصلات وصيانة المعدات المكتبية وغيرها.
لكن كيف يمكن لك أن تحدد ما إذا كانت شركتك مستعدة للعمل عن بعد أم لا؟
حدد المهام التي يمكن تنفيذها عن بعد: راجع قائمة المهام الوظيفية لشركتك، وحدد المهام التي يمكن إنجازها دون الحاجة لتواجد الموظف في مقر الشركة
ادرس رغبة موظفيك في التوجه نحو نظام العمل عن بعد: ادرس رغبة موظفيك في العمل عن بعد. اطرح أمامهم الميزات التي يمكن أن يحققوها من خلال العمل عن بعد، إذ يتيح لهم العمل عن بعد مرونة أكبر في أوقات العمل، وبالتالي يوفر مستويات أفضل من الحرية والمرونة والموائمة بين متطلبات العمل والحياة الشخصية والأسرية.
اتجاهات المنافسين في العمل عن بعد: ألق نظرة على اتجاهات منافسيك في العمل عن بعد، فإذا كانوا قد اتجهوا إلى العمل عن بعد، فلربما يكون ذلك مؤشراً جيداً لكي تتجه إليه
هل تجد صعوبة في العثور على موظفين أكفاء؟: إذا كان المحيط الجغرافي لشركتك يحد من قدرتك على الحصول على المهارات والخبرات التي تتطلبها مهام شركت، فقد يكون العمل عن بعد هو الخيار الأمثل لك لتعيين موظفين من مناطق جغرافية مختلفة، ويتمتعون بالخبرات والمهارات التي تطلبها.
وبالمجمل، فإنه من المتوقع أن يطغى نظام العمل عن بعد على معظم الشركات والمؤسسات خلال السنوات القادمة، بسبب الحاجة الملحة لنماذج عمل مرنة أكثر من النماذج التقليدية المرتبطة بساعات العمل والالتزام بالتواجد في مقر الشركة.
اقراء ايضاً:
ما هو الهجوم السيبراني وما أنواعه
طرق نقل جهات الاتصال من أندرويد إلى أيفون أو العكس